صيام التطوع هو كل صيام في غير فريضة أو كفارة، ويتقرب به العبد إلى الله سبحانه وتعالى لما للصوم من جزاء عظيم.
صام النبي صلى الله عليه وسلم وحض أصحابه على صيام عدد من الأيام والمناسبات، مبينًا فضلها مثل صيام عاشوراء، والاثنين والخميس من كل أسبوع وست أيام من شهر شوال.
وإن كان الصيام دون تقييد بأيام محددة مشروعًا أيضًا في الإسلام لحديث النبي صلى الله عليه وسلم “أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود: وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً “.
(رواه البخاري ومسلم).
العناوين الرئيسية
الأيام التي يستحب صيام التطوع فيها
صيام هذه الأيام يجمع للمسلم أجرين معًا وهما أر الصيام وأجر الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم:
ستة أيام من شهر شوال
حث النبي صلى الله عليه وسلم في اكثر من حديث على صيام ستة أيام من شهر شوال، فعن أبي أيوب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال، كان كصيام الدهر”.
(رواه مسلم).
وعن ثوبان رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وستة أيام بعدهن بشهرين، فذلك تمام سنة”.
(رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني).
وقد أتفق العلماء على جواز صيام الأيام الستة المقصودة في الحديث متتالية أو متفرقة خلال الشهر.
وقد اختلف العلماء حول صيام التطوع قبل قضاء كفارة رمضان؛ فبينما أجاز ذلك الحنفية وبعض الحنابلة دون كراهة، أجازه المالكية والشافعية مع الكراهة وحرمه أغلب علماء الحنابلة.
ولكن أغلبهم أتفق على أنه لا يجوز الجمع بين صيام ستة أيام من شوال وقضاء الأيام الفائتة من صيام رمضان.
ثمانية أيام من ذي الحجة ويوم عرفة
ومن أفضل صيام التطوع على الإطلاق صيام الثمانية أيام الأولى من شهر ذي الحجة وختمها بخير أيام العام يوم عرفة.
فالعمل الصالح يضاعف أجره في هذه الأيام، ولا شيء مثل الصوم يكتب في الأعمال الصالحة.
فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ)”
(رواه البخاري وابن ماجه واللفظ له وصححه الألباني).
أمّا صيام يوم عرفة لغير الحاج فقد فصّل النبي صلى الله عليه وسلم فضله وأجره فعن أبي قتادة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”
(رواه مسلم).
تاسوعاء وعاشوراء
ومن صيام التطوع الذي ذكر فضله ومناسبته صيام يومي التاسع والعاشر من شهر المحرم، وهما ما يعرفا بتاسوعاء وعاشوراء.
وقد كانت سنته صلى الله عليه وسلم أن يكثر من صيام التطوع في شهر الله المحرم عامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل”
(رواه مسلم).
وخص رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء بالذكر والتحديد فعن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله”
(رواه مسلم).
ويستحب صيام يوم التاسع من المحرم (تاسوعاء) مخالفة لليهود في اقتصارهم على صوم العاشر.
فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: “حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ”. قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”
(رواه مسلم).
صيام التطوع في شعبان
شهر شعبان من الشهور التي خصها النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة الصوم، ، فعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ” ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر صياماً منه في شعبان”
(رواه البخاري ومسلم).
والعلة في ذلك لفت انتباه المسلمين إلى هذا الشهر الذي يأتي بين شهرين عظيمين هما رجب من الأشهر الحرم، وشهر رمضان المعظم.
فعن أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنه الذي يقول فيه: “قُلْت: يَا رَسُول اللَّه، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان، قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان، وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ”
(رواه أبو داود والنسائي وحسنه الألباني).
صيام الاثنين والخميس
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيام يومي الاثنين والخميس ضمن صيام التطوع الراتب لأن أعمال العباد ترفع إلى الله عزوجل في هذين اليومين.
فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين والخميس، فسُئِلَ عن ذلك، فقال: إن أعمال العباد تُعرض يوم الاثنين والخميس، وأحب أن يُعرَضَ عملي وأنا صائم”.
(رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني).
صيام الأيام القمرية
صيام الأيام القمرية من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: “أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ”.
(رواه البخاري ومسلم).
وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ”
(رواه النسائي وصححه الألباني).