فقه

كيفية صلاة الجمعة للنساء في المسجد وهل تجوز صلاتها في البيت؟

السؤال عن كيفية صلاة الجمعة للنساء في المسجد تتفرع عنه مجموعة إشكاليات أخرى يجب توضيحها وإلقاء الضوء حولها قبل الردّ على السؤال الأصلي.

شروط صلاة الجمعة

قبل الإجابة عن سؤال كيفية صلاة الجمعة للنساء في المسجد نطرح بعض الشروط التي ذكرها العلماء لانعقاد صلاة الجمعة ويأتي في مقدمتها (الذكورة) فلا صلاة جمعة للنساء بمعنى أنّها ليست واجبة على النساء مثل وجوبها على الرجال.

وذلك لما أخرجه أبو داود عن ‏طارق ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الجمعة حق واجب ‏على كل مسلم في جماعة إلا أربعة عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو ‏مريض.”‏

وعلى هذا فإن الأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها كما جاء في الحديث المرأة التي قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك . قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتُكِ في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك ، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي .

قال : فأمَـرَتْ فَبُنِيَ لها مسجـداً في أقصى شيء من بيتهــا وأظلمِـه ، فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل . رواه الإمام أحمد وابن خزيمة وغيرهما ، وهو حديث حسن .

كيفية صلاة الجمعة للنساء في المسجد

فضائل صلاة الجمعة

أمّا من حيث الجواز فإنه يجوز للنساء الخروج إلى المساجد ليشهدنّ الجمع والجماعات إذا أمنت الفتنة منهنّ وعليهنّ. وقد كانت بعض النساء يحضرن صلاة الجمعة خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلم يردهنّ.

والمرأة إذا خرجت لصلاة الجمعة عليها أن تجدد نيتها لتحصيل الخير والثواب الذي بشَّر به الرسول صلى الله عليه وسلم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (الصَّلاةُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ) .

وعن أبي هريرة أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى وَفَضْلُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ). رواه مسلم

وعن أوس بن أوس الثقفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا ). رواه الترمذي.

كيفية صلاة الجمعة للنساء في البيت

لا يجوز للمرأة أن إمامة غيرها لصلاة الجمعة فتقف فيهنّ خطيبة ثم تصلي بهن ركعتين كما يفعل الرجال في المساجد، إذ لم يرد نص في ذلك، ولم يعرف عن النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة والتبعين وقد كان في هذه العصور أفقه النساء وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهنّ جميعًا.

وبذلك يصبح الواجب إذا اجتمع عدد من النسوة في مكان واحد أثناء صلاة الجمعة أن يصلين الظهر أربع ركعات كالمعتاد دون نقص، ولا بأس من أن تلقي إحداهنّ موعظة عقب الصلاة للفائدة.

كيفية صلاة الجمعة للنساء في المسجد

كيفية صلاة الجمعة للنساء في المسجد

أمّا إذا تصادف وجود المرأة في المسجد وقت صلاة الجمعة كأن تكون معتمرة في المسجد الحرام، أو في زيارة لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، أو أذن لها بالذهاب إلى المسجد الجامع لشهود الجمعة فإن كيفية صلاة الجمعة للنساء في المسجد تكون كما هي بالنسبة للرجال من حيث الآداب  كالغُسْل ، وَالتَنْظف وَالْمَشْي بِالسَّكِينَةِ ، وَتَرْك التَّخَطِّي ، وَالتَّفْرِقَة بَيْن الاثْنَيْنِ ، وَتَرْك الأَذَى ، وَالتَّنَفُّل ، وَالإِنْصَات ، وَتَرْك اللَّغْو، ثم سماع الخطبة ثم القيام لصلاة ركعتين خلف الإمام والتسليم بعدها.

وإذا حضرت المرأة مع الرجال وصلت الجمعة معهم أجزأتها عن الظهر، فلا يجب عليها أن تعيد الصلاة إذا رجعت إلي بيتها.

كما يقول الإمام النووي ((ذكرنا أن المعذورين كالعبد والمرأة والمسافر وغيرهم، فرضهم الظهر، فإن صلوها، صحت، وإن تركوا الظهر وصلوا الجمعة، أجزأتهم بالإجماع، نقل الإجماع فيه ابن المنذر، وإمام الحرمين، وغيرهما))

السابق
عدد معارك خالد بن الوليد رضي الله عنه وبطولاته في الجاهلية والإسلام وقصة وفاته
التالي
دولة المرابطين كيف نشأت واسباب سقوطها

اترك تعليقاً