زاد عدد معارك خالد بن الوليد رضي الله عنه عن 100 معركة حربية وغزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم كان فيها جنديًا شرسًا أو قائدًا فذًا خاض بجيشه الصغير أعتى المواقع أمام أكبر الجيوش فحالفه النصر تحت راية التوحيد.
فمن هو هذا البطل المغوار؟ وما هي قصة إسلامه؟ وما هي المعارك التي خاضها وكيف كانت وفاته؟
العناوين الرئيسية
من هو خالد بن الوليد؟
قبل الحديث عن عدد معارك خالد بن الوليد رضي الله عنه نتعرف على نسبه وأصله فهو ينتمي إلى قبيلة ’’بني مخزوم‘‘ إحدى القبائل العربية الشهيرة من بطون قريش في شبه الجزيرة العربية، وكان قد وكل إلى القبيلة مهمة الأعنة والقباب في الحرب.
والد سيدنا خالد هو “عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي” من وجهاء العرب عرف عنه الحكمة والكرم لذلك كان من المحكمين في الخلافات بين القبائل والأفراد ، وكذلك عمه “أبو أمية بن المغيرة” كان معروفًا بالحكمة والفضل وهو الذي أشار على قبائل قريش بتحكيم أول من يدخل عليهم حينما اختلفوا على وضع الحجر الأسود وكادوا يقتتلون، وقد مات قبل الإسلام.
أمّا إخوته فقد بلغ عددهم ستة من الذكور هم: “العاص” و’’أبو قيس” و”عبد شمس” و”عمارة” و”هشام” و”الوليد”، اثنتين من الإناث هما: “فاطمة” و”فاضنة”.
خالد بن الوليد في الجاهلية
بروحه المتعصبة لدين آبائه وأجداده اتخذ خالد بن الوليد موقفًا متشددًا من الدعوة الإسلامية في مكة على الرغم من أن بعض أبناء قبيلته كانوا من السابقين إلى الإسلام مثل “أبو سلمة بن عبد الأسد”، وكان في طليعة المهاجرين إلى الحبشة، و”الأرقم بن أبي الأرقم” الذي كان يأوي في داره المسلمين لسماع الوحي وتعلم القرآن.
وقد تأخر إسلامه حتى أن من يحصي عدد معارك خالد بن الوليد رضي الله عنه يجد فيها المعارك التي خاضهًا كافرًا ضد النبي صلى الله عليه وسلم وجيش المسلمين ومن أهمها معاك أحد والخندق والحديبية.
لا تذكر معارك خالد بن الوليد إلا ويذكر معها دوره في غزوة أحد وكيف استطاع أن يقلب كفة ميزان المعركة لصالح كفار قريش بعد أم ولوا الأدبار هربًا من جيش المسلمين مستفيدًا من ثغرة نزول الرماة من على الجبل.
وفي غزوة الأحزاب كان أحد الفرسان المكلفين بإيجاد ثغرة على أطراف الخندق ولمّا هزم الأحزاب وفرّ المشركون كان خالد بن الوليد في المؤخرة يحمي ظهورهم.
وفي “الحديبية” خرج “خالد” على رأس مائتي فارس دفعت بهم قريش لملاقاة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، ومنعهم من دخول مكة، وقد أسفر الأمر عن عقد معاهدة بين المسلمين والمشركين عرفت باسم “صلح الحديبية”.
وقد تجلت كراهية “خالد” للإسلام والمسلمين حينما أراد المسلمون دخول مكة في عمرة القضاء؛ فلم يطِق خالد أن يراهم يدخلون مكة –رغم ما بينهم من صلح ومعاهدة– وقرر الخروج من مكة حتى لا يبصر أحدًا منهم فيها.
إسلام خالد بن الوليد
ليس أفضل من خالد بن الوليد نفسه لتسمع منه قصة إسلامه فقال: ووددت لو أجد من أُصاحِبُ، فلقيت عثمان بن طلحة، فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة، وخرجنا جميعا فأدلجنا سحرًا، فلما كنا بالسهل إذا عمرو بن العاص، فقال مرحبًا بالقوم، قلنا: وبك، قال: أين مسيركم؟ فأخبرناه، وأخبرنا أيضًا أنه يريد النبي ليسلم، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان. فلما طلعت على رسول الله سلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق. فأسلمت وشهدت شهادة الحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « قد كنت أرى لك عقلا رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير ».
وبايعت رسول الله وقلت: استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله، فقال: « إنَّ الإسلامَ يَجُبُ مَا قَبْلَهُ ». قُلْتُ: يا رسول الله على ذلك فقال: اللَّهُمَّ اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك، قال: وتقدم عمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة، فأسلما وبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
خالد بن الوليد سيف الله المسلول
ما إن أسلم خالد بن الوليد حتى صار سيفًا بتارًا وعقلًا عسكريًا نجيبًا في الجيش الإسلامي، وقد كانت معركة مؤتة أولى بطولاته تحت راية التوحيد بعد أن استشهد القادة الثلاثة الذين عينهم النبي صلى الله عليه وسلم فتولى خالد القيادة ونجح في الحفاظ على جيش المسلمين من الهلاك.
عدد معارك خالد بن الوليد
عدد معارك خالد بن الوليد ليس معروفًا على وجه الدقة لكنه يزيد عن 100 معركة حسب ما روي عنه قبيل وفاته حين قال (لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء)
وفاة خالد بن الوليد
توفي خالد بحمص في (18 من رمضان 21هـ = 20 من أغسطس 642م) ونعاه كبار الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا فقال عمر “دع نساء بني مخزوم يبكين على أبي سليمان، فإنهن لا يكذبن، فعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي”.