يطلب كثير من أطباء الأمراض التناسلية من المرضى إجراء تحليل السائل المنوي بصورة متكررة بل وأكثر من مرة أحيانًا أثناء فترة المتابعة والعلاج وذلك لأن هذا النوع من التحاليل يساعد بشكل كبير على تحديد أسباب تأخر الحمل، ومعرفة الطرف المسؤول عن ذلك بين الزوجين.
العناوين الرئيسية
السائل المنوي
السائل المنوي هو ماء الرجل الذي يخرج من القضيب أثناء الجماع أو الاستمناء، ويمكن تميزه بالعين المجردة بسبب طبيعته اللزجة، ولونه المائل إلى البياض، ورائحته النفاذة، ويكون السائل المنوي كثيفًا في الدقائق العشرين الأولى بعد الإنزال لكنه سرعان ما يتحول إلى الحالة السائلة.
أمّا الحيوانات المنوية فهي الخلايا الحيّة المسؤولة عن الإنجاب والتي تسبح في السائل المنوي، ويمكن رؤيتها فقط تحت المجهر عند تحليل السائل المنوي ، وتظهر على هيئة ’دبوس‘ دقيق له رأس وذيل
إذا كشف تحليل السائل المنوي عن حياة وحركة الحيوانات المنوية فيمكن رؤية حركتها التي تماثل حركتها داخل الأعضاء التناسلية للمرأة في محاولة الوصول إلى البويضة للاتحاد معها فيما يعرف بعملية ’التلقيح‘.
عند تحليل السائل المنوي يمكن التعرف على مكوناته الدقيقة ومنها ملايين الحيوانات المنوية الحية والميتة، سكر الفركتوز، إنزيمات خاصة لضمان حياة الحيوانات المنوية، مواد تشحيم، ومواد متخثرة، والعديد من المكونات الأخرى الضرورية لإتمام عملية التلقيح.
ما هو تحليل السائل المنوي ؟
يهدف تحليل السائل المنوي بالأساس إلى اكتشاف أي معوقات تحول دون نجاح الحيوان المنوي في الاتصال ببويضة الزوجية وتلقيحها لحدوث الحمل.
ويتطلب هذا الأمر من سلامة السائل وكفاءة الحيوانات المنوية وكفايتها للقيام بهذه المهمة لذلك يشكل تحليل السائل المنوي في أغلب الأوقات التأكد بدقة كبيرة من هذه النقاط:
- كثافة الحيوانات المنوية
- كمية السائل المنوي وصلابته
- عدد الحيوانات المنوية الكلّي
- عدد الحيوانات الصالحة لعملية التلقيح
- الكفاءة الحركية للحيوانات المنوية (النسبة المئوية للحيوانات القادرة على الحركة وطبيعة حركتها)
- عدد الحيوانات المنوية المتضررة بالتخثر أو التميع
- عدد كرات الدم البيضاء في السائل المنوي
وبالطبع يمكن للطبيب عن طريق تحليل السائل المنوي التعرف على المزيد من خصائص الحيوانات المنوية، وطبيعة السائل المنوي، واحتماليات حدوث الحمل من عدمه.
كيف يحدث تحليل السائل المنوي ؟
بما أن الهدف الرئيس من إجراء تحليل السائل المنوي التأكد من سلامة الحيوانات المنوية وكفاءتها وكفاية عددها للقيام بالتلقيح فإن الأطباء يطالبون أن تقدم عينة نظيفة من السائل المنوي في خلال 30 دقيقة على الأكثر من الاستمناء الذي يجب أن يتم باليد المجردة دون استخدام أي مواد كيميائية كالكريمات والصابون لتجنب تأثير هذه المواد على الحيوانات المنوية.
ومن هنا فإن أفضل الطرق لأخذ عينة من السائل المنوي تكون في معمل التحاليل مباشرة، وليس خارجه حتى لا يتعرض السائل لعوامل خارجية مثل درجة الحرارة والملوثات التي قد تؤثر على نتيجة التحليل.
وبالمثل ترفض عينات السائل المنوي التي اختلطت بما يؤثر عليها مثل عينات ما بعد الجماع التي يعتقد أنها تأثرت بإفرازات مهبل الزوجة، والعينات المحفوظة في الواقي الذكري لاحتمالية قتل المواد الكيميائية المصنوع منها الواقي للحيوانات المنوية.
لا يعتد الأطباء بنتائج عينة واحدة من تحليل السائل المنوي، ولا يعطون رأيًا قاطعًا قبل إجراء التحليل من مرتين إلى ثلاث مرات على الأقل بفارق اسبوعين أو ثلاثة أسابيع بين كل تحليل وأخر.
وكذلك لا يعتد بنتائج التحاليل التي يتضح أن المريض قد قام بالقذف عن طريق الجماع أو الاستمناء قبلها بيومين إلى خمسة أيام.
كيف تقرأ نتائج تحليل السائل المنوي ؟
ينصح بترك مهمة قراءة نتائج تحليل السائل المنوي للأطباء المختصين إذ أن المصطلحات العلمية، والأرقام الواردة بالنتائج تحتاج قدرًا من الخبرة والدراسة لمعرفة دلالاتها المجمعة وليس دلالة كل نتيجة بمفردها.
لكن بشكل عام يركز كل تحليل سائل منوي على عدد من الأمور منها:
عدد الحيوانات المنوية
ويعرف بنسبة التركيز ويقاس تركيز الحيوانات المنوية بعدد مليون حيوان منوي لكل مليلتر من السائل المنوي، ويقدر التركيز في عملية القذف الواحدة بـ 20 مليون او اكثر في المليلتر و مجموع الحيوانات المنوية 40 مليون او اكثر.
عندما يقل تركيز الحيوانات المنوية عن العدد المطلوب فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر على احتمالية حدوث حمل.
حركة الحيوانات المنوية
ويقصد بها النسبة المئوية للحيوانات المنوية المتحركة في العينة و اتجاه الحركة و نسبتها، وترجع أهميتها إلى كون الحيوانات المنوية المتحركة فقط هي التي تستطيع اكمال المهمة والوصول إلى بويضة المرأة لتلقيحها.
والوضع الطبيعي أن تتحرك نحو 50% من عدد الحيوانات المنوية على الأقل بشكل سريع وفي اتجاه مستقيم لضمان حدوث الحمل.
شكل الحيوانات المنوية
ويقصد به سلامة مظهر الحيوان المنوي من التشوهات، فكلما زادت نسبة الحيوانات المنوية غير الطبيعية قلت نسبة فرصة الاخصاب، وتظهر التشوهات في رأس وعنق وذيل الحيوان المنوي، أو بعدم نضجه واكتماله.
حيوية الحيوان المنوي
ويعرف باختبار حياة الحيوان المنوي ويتم لمعرفة اذا ما كانت الحيوانات الغير متحركة حية ام لا، ويجرى غالبًا للأشخاص الذين نسبة الحيوانات المنوية المتحركة لديهم اقل من نصف العدد الكليّ.
الرقم الهيدروجيني
هو مقياس الحموضة ( الرقم الهيدروجيني المنخفض) او القلوية (درجة الحموضة العالية ) في السائل المنوي.
حموضة السائل المنوي
يؤثر مستوى حموضة السائل المنوي على قدرة الحيوانات المنوية على اختراق البويضة، لذلك يجب أن تكون النسبة في حالتها الطبيعية ما بين من 7,2 الى 8,0؛ فإذا زادت عن ذلك أو انخفضت مثلت مشكلة يجب التعامل معها.
قد تتأثر نتائج تحليل السائل المنوي بعدة أمور وقتية تؤدي إلى قراءات خاطئة مثل تناول الشخص لبعض الأدوية والعقاقير، أو التعرض للإشعاع، ودرجات الحرارة المتطرفة، أو الإصابة بأحد الأمراض، لذلك ينصح دائمًا بإجراء تحليل السائل المنوي بعد استشارة طبية متخصصة.