يعرف الهرم في علم الهندسة بأنه مجسم كثير السطوح, وتحده مثلثات تمثل وجوه الهرم, ولها رأس مشترك وهو رأسه, أما قاعدته فهي مضلع مكون من قواعد المثلثات المشكلة للوجوه, فالهرم ثلاثيا أو رباعيا أو خماسيا, وهو بناء فرعوني ضخم, ويتكون الهرم من الحجارة الصلبة وقاعدته رباعية ناتجة عن أربعة وجوه مثلثة تنتهي الي رأس الهرم المشترك بينها, والأهرام عبارة عن صروح شكلها هرمي بناها الفراعنة لدفن ملوك مصر فيها.
بدء بناء الأهرامات منذ بداية عهد الدولة القديمة الي نهاية عهد البطالمة في القرن الرابع الميلادي, ووصل بناء الأهرامات الي الذروة في عهد الاسرة الثالثة واستمر الي الأسرة السادسة, وعلي الرغم من مرور أربعة ألاف عام, فالأهرامات محافظة علي هيبتها ووقارها وتعطي صورة واضحة عن عراقة التاريخ المصري, واعتقد ملوك مصر أنه تم اختيارهم ليكونوا وسطاء بين الآلهه والناس ,وظن الناس أنهم يجب المحافظة علي جثمان الملوك حتي بعد وفاتهم, ولذلك أصبحت الأهرامات محور عبادة الملك بعد وفاته.
كانت قبور الملوك قبل الأهرامات عبارة عن هيكل مستطيل يسمي المصطبة, ثم تطورت وأصبحت هرمية مبنية من الحجروليس من الطين, أول هرم بني هو زوسر في مقبرة سقارة وصل ارتفاعه 204م ,وأحيط به المعابد والساحات لينعم زوسر بحياته الأخرة, ومن هنا أصبحت الأهرامات مكان لدفن الملوك.
العناوين الرئيسية
كيف بني المصريون الأهرامات
الوثائق المصرية لم تتحدث عن طريقة بناء الأهرامات الا أن الدراسات الدقيقة بينت أن بناء الهرم مر بمراحل متتالية.
اختيار موقع الهرم
اختيار موقع بناء الهرم كان أمر صعب, فيجب أن يكون علي ضفة النيل الغربية, لأن هناك مملكة الموتي,وترسو السفن المحملة بأحجار البناء, فيجب ارتفاع الموقع عن مستوي المياه, وتكون مساحة الأرض كبيرة حتي لا يكون بها عيوبا تؤدي الي حدوث الصدوع في البناء, ويجب أن يكون الموقع قريبا من قصر الملك ليتمكن من الاشراف علي البناء.
تنظيف موقع البناء
بعد اختيار الموقع يتم تنظيفه لتكشف الصخور التي تعد أساس بناء الهرم ثم تسوي بدقة وتزال النتوءات.
تحديد مكان قاعدة الهرم
تقدم القربان للآلهة لتبارك بناء الهرم, ويتم الحرص علي أن تكون الأضلاع الأربعة للهرم مواجهة للجهات الأصلية الأربعة ويتم ذلك بتحديد اتجاه الشمال بشكل دقيق ثم تضبط الاتجاهات الأربعة عن طريق رسم حائط دائري في منتصف موقع الهرم,وتسوي قمة الحائط لتشكل خط أفقي واضح ويأتي راهب في المساء قبل ظهور أول نجم من الشرق يرسم خط من نقطة الظهور الي مركز الدائرة,ثم يتابع حركة القوس الذي يرسمه النجم الي أن يصل في اتجاه الغرب خلف الحائط, ويصبح اتجاهه الجديد, ويتم رسم خط أخر من مكانه الي مركز الدائرة, ويتم بدقة تحديد الاتجاهات الأربعة.
حفر الجزء السفلي وقطع الاحجار
وتبدء الخطوات العملية في بناء الهرم, ويقوم العمال بحفر ممر في الصخر باستخدام حجر الديوريت الصلب, ثم تسوي جدران الممر الأربعة بالأزاميل, ويستمر النفق وصولا الي العمق المطلوب وتقطع الصخرة قطعة كبيرة تمثل حجرة الدفن ويوضع التابوت قبل بناء السقف من الجرانيت, لضمان دخول التابوت فيها لان حجمه كبير جدا واكبر من حجم الممر,وجدران الممر حفرت فيها تجاويف لتوضع أبواب سميكة من الجرانيت لاغلاق الحجرة.
أثناء حفر الممر تعمل مجموعات من العمال في مهام مختلفة, مجموعة تكتب قوائم الأحجار اللازمة وترسلها الي المحاجر, ومجموعة أخري تقطع الأحجار اللازمة للبناء, ومن الحجارة المستخدمة الحجر الجيري والجرانيت والديوريت والبازلت وحجار الألباستر, وكل نوع بمنطقة معينة لمجموهة العمال, وأنواع الحجارة تدل علي الفريق العامل بها.
وبعد قطع الحجارة ترسلها السفن الكبيرة الي أقرب مكان لموقع البناء وينقلها فريق أخربدحرجتها واستعمال الروافع الخشبية, ويجعلون الأحجارتنزلق فوق اسطوانات خشبية متراصة ثم تشد الي أن تصل لمكان بناء الهرم.
بناء الجزء العلوي للهرم
تسوي جوانب الأحجار المستخدمة للبناء ويكتب علي كلا رقم يدل علي موضعه وتسلسله, ويوضع صف الحجارة الجيرية حول مكان أساسات الهرم,وتوضع الكتل الحجرية التي تكسو المرماك, وترتفع المراميك وصولا الي 120مدكاكا.
وظهرت نظريات عديدة كنظرية هيرودوت وتلقي معلوماته من أحد كهنة مصر وقال أنه يتم بناء الأجزاء العليا بمجموعة من الآلات الخشبية,وترفع الحجارة الي المدماك الأول بآلة خشبية,ثم ترفع الي المدماك الثاني بآلة خشبية أخري والعلماء شككوا في صحة النظرية لانها تطلب عدد هائل من القطع الخشبية.
ونظرية المؤرخ ديودور الصقلي وتوضح طريقة البناء بالطرق الصاعدةوهي منطقية عن النظرية السابقة,حيث يبني جسر بالحصي والطين يصل لقمة الهرم,ويثبت الحصي باللبن الموجود بالجسر وتوضع عليه أخشاب لتقليل الاحتكاك,ويزال الطريق عند الانتهاء.
ازالة الطريق الصاعد
يتم ازالته باستخدام السقالات ويصقل السطح الخارجي للهرم, ثم يطليبلون محدد أويتم النقش عليه ورسم الزخارف أويزين بالذهب ليناسب هيبة الملك.