صلاة الضحى نافلة عظيمة من سنن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، نقلها عنه صحابته الأطهار بأحاديث صحيحة ضمن ما نقلوه من هديه وتعبده لربه عزوجل.
وقد تعددت اسماء صلاة الضحى فسماها البعض صلاة الإشراق أو الشروق، واطلق عليها البعض الآخر صلاة الأوابين، وهي ذاتها وإن اختلفت المسميات وتندرج في باب النوافل التي رغب فيها ربنا سبحانه كما جاء في الحديث القدسي ’«ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» (رواه البخاري).
العناوين الرئيسية
فضل صلاة الضحى
مما يعظم من شأن صلاة الضحى أن الله عزوجل أقسم بهذا الفترة من النهار في القرآن الكريم بل حملت سورة كاملة اسم (الضحى)، ومعلوم عند أهل العلم أن الله لا يقسم بشيء إلّا ليظهر فضله أو أهميته أو ليلفت الانتباه إلى عظيم صنعه وخلقه، فقال سبحانه {وَالضُّحَى}.
كما أوصى بها صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه كأبي هريرة رضي الله عنه الذى روى فقال “أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: “صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام“.
وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل صلاة الضحى لعموم الأمة الإسلامية فروي الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «يُصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميده صدقة، وكل تهليله صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى».
كما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الضحى صلاة الأوّابين» أخرجه الديلمي وصحّحه الألباني في صحيح الجامع.
حكم صلاة الضحى
تعد صلاة الضحى من السنن المستحبة وقيل المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم لحرصه عليها كما جاء في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “كَانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى أرْبَعاً، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ الله” أخرجه مسلم.
اقرأ أيضًا: فضل يوم الجمعة
وقت صلاة الضحى
لا خلاف بين العلماء في أن الأفضل أداء صلاة الضحى إذا علت الشمس واشتد حرّها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الأوابين حين تَرَمض الفصال»؛ ومعناه أن تحمى الرمضاء وهي الرمل فتبرك الفصال من شدة الحرّ”، لكن يمكن صلاتها من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى وقوف الشمس.
وقد قدر الفقهاء المعاصرون وقت صلات الضحى بأنه يبدأ بعد شروق الشمس بربع ساعة إلى قبيل صلاة الظهر بعشر دقائق.
كيفية أداء صلاة الضحى
صلاة الضحى نافلة مستحبة، والنافلة تعني الزيادة بمعنى أن المسلم يمكن أن يصلي الضحى ركعتين فقط كما ورد من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( َيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى).
كما يمكن زيادتها إلى ثماني ركعات لحديث أم هانئ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة وصلى ثماني ركعات, فلم أر صلاة قط أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود.
وقال بعض أصحاب المذاهب الفقهية المعتبرة بجواز زيادة عدد ركعاتها إلى 12 ركعة أو اكثر كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر في أدائها على عدد معين من الركعات.
وإذا صلى المسلم صلاة الضحى ثمانية أو أكثر فإنه يسلم بعد كل ركعتين ويستحب القراءة فيهما سرًا،ولم يرد فضل آيات أو سور خاصة للقراءة، ولا بأس أن تصلى في جماعة لكن دون المداومة عليها؛ إذ أنه لم يؤثر ع النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على صلاة النوافل في جماعة إلا في مناسبات خاصة مثل صلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح.