ربما احتفلت بمناسبة عيد الأم عشرات المرات في حياتك دون أن تسأل نفسك من أين جاءت فكرة الاحتفال بيوم خاص بالأم، ومن يقف وراء هذه الفكرة؟ وأين ومتى نشأت؟
لذلك يسعدنا أن نقدم لك في موقع فاصلة 5 معلومات عن نشأة الاحتفال بعيد الأم، سوف تجد بعضها غريبًا جدًا.
العناوين الرئيسية
صاحب الفكرة في الولايات المتحدة الأمريكية
اختلف تحديد صاحب فكرة عيد الأم حول العالم باختلاف البلاد التي تحتفل بهذه المناسبة لكن يعتقد أن الفكرة الرئيسية بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية.
يشير البعض إلى (Anna Jarvis) إلى أنّها أول من دعا للاحتفال يوم خاص بالأمهات، وقد قام الرئيس الأمريكي (Woodrow Wilson) بتخصيص الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام كعيد للأم وذلك في عام 1914 م.
ومع هذا فإن مصادر أخرى تشير إلى أن فكرة الاحتفال بيوم للأم سابقة لهذا التاريخ، ويشيرون إلى الشاعرة الأمريكية (Julia Ward Howe) التي دعت للاحتفال بهذا اليوم كحركة مضادة للحروب وأثارها لا سيما بعدما حدث في الحرب الأمريكية، والحرب بين روسيا والدول الأوربية إبّان القرن التاسع عشر.
اليونان أول من احتفل بمناسبة عيد الأم
إذا كان الأمريكان ينسبون إلى أنفسهم فضل اختراع عيد الأم فإن الدراسات التاريخية تشير إلى أن اليونان هم أول من احتفل بهذا المناسبة في التاريخ.
تشير المصادر التاريخية إلى أحد المناسبات الهامة لدى اليونان والتي كانوا يحتفلون فيها بأم المعبودات (Rhea) وذلك حسب معتقداتهم الوثنية.
كانت احتفالات اليونان تبدأ في شهر مارس من كل عام والتي تصاحب غالبًا قدوم فصل الربيع بما يحمله من أجواء رائعة ومناظر سارة.
شملت احتفالات اليونان القدامى بمناسبة عيد الأم صناعة كعك العسل، والمشروبات الحلوة، وتقديم الأزهار.
الإنجليز شاركوا ولكن متأخرًا
في بدايات القرن السابع عشر شهدت بريطانيا احتفالات مماثلة أطلق عليها (أحد الأمهات)، وتقام في الأحد الرابع في فترة الصوم الكبير التي تسبق أعياد الفصح.
وكانت فكرة الاحتفال تقوم على تكريم الأمهات الإنكليزيات الفقيرات اللاتي عملن في مهن صعبة أو كخادمات عند الأغنياء مما أدى إلى ابتعادهنّ عن عائلاتهنّ.
وكانت الأسر التي تستخدم الخادمات تسمح لهنّ بالعودة إلى بيوتهنّ للاحتفال مع أمهاتهن مع تقديم كعكعة خاصة عرفت باسم (كعكعة عيد الأم).
عيد الأم في مصر والدول العربية
تعتبر مصر والدول العربية من أواخر الدول التي راجت فيها فكرة الاحتفال بيوم مخصص للأم، وربما يرجع ذلك إلى أن الأم في المجتمعات العربية والإسلامية تحظى بمكانة خاصة، وتلق معاملة خاصة لفضلها وعظيم الأجر الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم لبرها وحسن معاملتها.
انطلقت أول دعوة للاحتفال بمناسبة عيد الأم من مصر وكانت من الصحفي الراحل علي أمين مؤسس جريدة أخبار اليوم في مقاله الشهير ’’فكرة‘‘.
كتب أمين ’’ لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه “يوم الأم” ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق‘‘.
كادت دعوة على أمين أن تتحول إلى مجرد فكرة أخرى من أفكاره اليومية لولا أن زارته في مكتبه سيدة مصرية حكت له قصتها المؤثرة كأم مات عنها زوجها فكرست حياتها لأبنائها حتى تخرجوا في الجامعات وتزوجوا، وعندما استقلوا بحياتهم تجاهلوها وانصرفوا عنها.
حمل علي أمين وأخوه مصطفى أمين الفكرة إلى وزير الثقافة المصري الذي رحب بها واختير لها يوم 21 مارس الموافق لبداية شهر الربيع من كل عام.
لقيت الفكرة استحسانًا كبيرًا من فئات كثيرة في الشعب المصري بينما عارضتها فئات أخرى ترى أنها مناسبة غير شرعية وأنها تصرف الأبناء عن رعاية أمهاتهنّ طوال العام والاكتفاء بيوم واحد فقط في السنة.
اقرأ أيضًا: الهالوين وحكمه في الشريعة الإسلامية
مصر تلغي احتفالات عيد الأم
من المعلومات الغريبة والطريفة عن عيد الأم في مصر أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر اعتقل مصطفى أمين شقيق علي أمين لاحقًا بتهمة التخابر لصالح دول أجنبية، وقرر الغاء احتفالات عيد الأم لأنها تذكر الشعب المصري بصاحب الفكرة، واستبدلها بيوم أخر أطلق عليه ’’عيد الأسرة‘‘.
لم تنجح جهود عبد الناصر في تحويل بوصلة المصريين عن عيد الأم الذي تعلقوا به عاطفيًا فانهالت التلغرافات على رئاسة الجمهورية تدعوه إلى التراجع عن قراره، وقد كان وعاد عيد الأم كمناسبة وطنية وشعبية في مصر.