فقه

حكم الصلاة على كرسي في الفريضة والنافلة وأقوال العلماء وهل يجب إعادتها

حكم الصلاة على كرسي تختلف باختلاف حالة السائل وقدرته من عدمها على الإتيان بأركان الصلاة من قيام وركوع وسجود.

كما يختلف حكم الصلاة على كرسي باختلاف الصلاة نفسها؛ فلصلاة النافلة أحكام ميسرة عن صلاة الفرائض.

وبالعموم فإن جموع العلماء قد اتفقوا كما في فتاوى ابن تيمية على “أَنَّ الْمُصَلِّيَ إذَا عَجَزَ عَنْ بَعْضِ وَاجِبَاتِهَا كَالْقِيَامِ أَوْ الْقِرَاءَةِ أَوْ الرُّكُوعِ أَوْ السُّجُودِ أَوْ سَتْرِ الْعَوْرَةِ أَوْ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ سَقَطَ عَنْهُ مَا عَجَزَ عَنْهُ ” انتهى من مجموع الفتاوى (8/437).

حكم الصلاة على كرسي في الفريضة

ولمزيد من التفصيل حول حكم الصلاة على كرسي في الفريضة نوضح أن للصلاة أركان لا تصح إلّا بها ومنها القيام فإذا لم يقم المصلي من بداية التكبير إلى نهاية التسليم دون عذر مقبول كانت صلاته باطلة.

فقد جاء في القرآن الكريم { وقوموا لله قانتين } [ سورة البقرة / 238 ]، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” صل قائماً ” البخاري ( 1066 ).

أمّا إذا شقّ على المصلي القيام مشقة بالغة، أو كان مظنّة ضرر بالغ ففي هذه الحالة يجوز له الصلاة على كرسي ولا يعيد صلاته.

حكم الصلاة على كرسي

وفي هذه الحالة فإنّه لا بد من تفصيل آخر في حكم الصلاة على كرسي:

أولًا: أن يكون عاجزًا كلية عن القيام والركوع والسجود ، ففي هذه الحالة يصلي جالساً، لقوله عليه الصلاة والسلام: «صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً » رواه البخاري ، ويومئ بالركوع والسجود، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه، فعن جابر رضي الله عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لمريض صلّى على وسادة، فرمى بها وقال : « صلِّ على الأرض إن استطعت، وإلا فأومِ إيماء، واجعل سجودك أخفض من ركوعك »رواه البيهقي وصححه الألباني في الصحيحة (323).

ثانيًا: أن يستطيع القيام ولكن لبعض الوقت أثناء الصلاة وليس لكل الوقت ففي هذه الحالة يصلي قائماً حسب استطاعته، فإذا شقّ عليه جلس، ثم يأتي بعد ذلك بالركوع قائماً، والقيام منه على هيئته، وكذلك السجود على الأرض مع القدرة. قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }[‏التغابن‏:‏16].

ثالثًا: أن يكون قادرًا على القيام لكن يخشى زيادة في مرضه أو غير ذلك ففي هذه الحالة يصلي جالساً، قال ابن عثيمين رحمه الله : ” فإذا كان إذا قام قلق قلقاً عظيماً ولم يطمئن، وتجده يتمنّى أن يصل إلى آخر الفاتحة ليركع من شدّة تحمُّله، فهذا شقَّ عليه القيام فيصلي قاعداً ” الشرح الممتع (4/461)، لكن بشرط أن يأتي بتكبيرة الإحرام في حال القيام أولاً ثم يجلس، فلو أتى بها جالساً لم تصح صلاته.

وقال النووي:” يجب أن تقع تكبيرة الإحرام بجميع حروفها في حال قيامه، فإن أتى بحرف منها في غير حال القيام لم تنعقد صلاته فرضاً بلا خلاف” المجموع (3/296)، ثم يأتي بعد ذلك بالركوع قائماً مع القدرة، والقيام منه على هيئته مع القدرة، وكذلك السجود على الأرض مع القدرة.

حكم الصلاة على كرسي في النافلة

صلاة النافلة أخف في بعض أحكامها من صلاة الفرض فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وسلم يصلي النافلة على الراحلة، فإذا أراد صلاة الفريضة نزل عن راحلته – البخاري ( 955 ) ومسلم ( 700 ) – وذلك للقيام بركن القيام، والاتجاه للقبلة.

ومن هنا فإن لمصلّي النافلة أن يصليها قاعدًا مع قدرته على القيام لها لحديث عبد الله بن عمرو أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ” حُدِّثت يا رسول الله أنك قلت صلاة الرجل قاعداً على نصف الصلاة وأنت تصلي قاعداً قال : أجل ولكني لست كأحد منكم ” . جزء من حديث رواه مسلم ( 735 ).

وفي كل الأحوال فالقاعدة في واجبات الصلاة: أن ما استطاع المصلي فعله، وجب عليه فعله، وما عجز عن فعله سقط عنه.

بمعنى إن كان المصلي عاجزاً عن القيام جاز له الجلوس على الكرسي أثناء القيام، ويأتي بالركوع والسجود على هيئتهما، فإن استطاع القيام وشقَّ عليه الركوع والسجود: فيصلي قائماً ثم يجلس على الكرسي عند الركوع والسجود، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه.

السابق
عدد معارك خالد بن الوليد رضي الله عنه وبطولاته في الجاهلية والإسلام وقصة وفاته
التالي
دولة المرابطين كيف نشأت واسباب سقوطها

اترك تعليقاً