يقصد بأحكام صلاة الجمع والقصر الجمع ويعني أن يجمع المسلم بين صلاتي الظهر والعصر في وقت إحداهما، وأن يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في وقت إحداهما، والقصر يعني صلاة الصلوات الرباعية ركعتين، وهي الظهر والعصر والعشاء، أمّا المغرب والفجر فلا قصر لهما.
العناوين الرئيسية
أحكام صلاة الجمع والقصر للمسافر
تتعلق أحكام صلاة الجمع والقصر بالسفر على الأرجح، واختلف العلماء حول معنى السفر المبيح لجمع الصلاة وقصرها فبينما ذهب البعض إلى أنّ أن المرجع هو العرف، فما عدّه الناس سفرًا فهو سفر، وما لم يعدوه في عرفهم سفرًا فليس بسفر .
والرأي عند جمهور العلماء أن صلاة الجمع والقصر تجوز إذا تجاوز المسافر مسافة 80 كيلومتر بعيدًا عن بلده وأهله، وذهب البعض إلى أنّ المسافة لا يجب أن تقلّ عن 150 كيلومتر.
وعند البعض ممن ترخص في تعريف السفر أن صلاة الجمع والقصر تصح لكلّ من فارق عمران بلدته، ووصل إلى أطرافها، دون تقيّد بمسافة محددة.
مدة صلاة الجمع والقصر
للعلماء أكثر من طريقة لتحديد مدة صلاة الجمع والقصر؛ فيذهب البعض ومنهم ابن تيمية إلى أن الأمر معلق بعزم المسافر على الإقامة من عدمه؛ فإذا كان المسافر لا ينوي الإقامة الدائمة وأنه عائد إلى بلدته مهما طال الوقت جاز له أن يقصر طوال تلك المدة وإن طالت.
ومن العلماء من قال أن المسافر إذا نوى إقامة أكثر من أربعة أيام فإنه ينقطع حكم السفر في حقه ويلزمه الإتمام وهذا هو رأي الحنابلة، ودليلهم أن النبي صلى الله عليه وسلم: ” قدم مكة في حجة الوداع يوم الأحد، الرابع من ذي الحجة وأقام فيها الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء وخرج يوم الخميس إلى منى، فأقام -صلى الله عليه وسلم- في مكة أربعة أيام يقصر الصلاة. الحديث متفق عليه، ومنهم من يرى -وهو الإمام مالك والإمام الشافعي- أن المسافر إذا نوى إقامة أربعة أيام لزمه الإتمام.
وذهب الأحناف إلى أنه إذا نوى إقامة أكثر من خمسة عشر يوماً أتم صلاته.
مواقيت صلاة الجمع والقصر
لجمع الصلاة وقصرها مواعيد محددة فلا يجوز أن يجمع العصر مع المغرب مثلًا، وكما أوضحنا في بداية الموضوع فإن الظهر يجمع مع العصر إمّا جمع تقديم (في موعد صلاة الظهر، أو جمع تأخير في وقت صلاة العصر)، فإذا جمع الظهر والعصر تأخيرًا، وجب أن يكون ذلك قبل اصفرار الشمس .
وتجمع المغرب مع العشاء إما تقديمًا في موعد صلاة المغرب فتصلى المغرب ثلاث ركعات كما هي ويقصر العشاء إلى ركعتين، أو تجمع تأخيرًا في وقت صلاة العشاء، فإذا جمع المغرب والعشاء تأخيرًا، وجب أن يكون ذلك قبل منتصف الليل.
وذلك لما رواه مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( وَقْتُ الظُّهْرِ مَا لَمْ يَحْضُرْ الْعَصْرُ ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ ، وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ ، وَوَقْتُ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ ، وَوَقْتُ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ ).
صلاة الجمع والقصر مع الجماعة
إذا دخل المسافر للمسجد ليصليّ جمعًا وقصرًا فوجد الصلاة حاضرة شرع في الصلاة خلف الإمام ، وليس له أن يتأخر إلى التشهد ألأول ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إِذَا سَمِعْتُمْ الإِقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلاةِ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ وَلا تُسْرِعُوا فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا) البخاري.
وكذلك إذا صلى المسافر خلف المقيم فإنّه يكمل الصلاة أربعًا سواء أدرك من صلاة الإمام ركعتين أو أكثر أو أقل . ويجوز للمسافر اسقاط صلاة النوافل إلا رغيبتي الفجر.