صلاة ودعاء يوم الدخلة من الأمور التي يحرص عليها المتزوجون طلبًا للبركة والألفة والمودة بينهما، وحتى تبدأ حياتهما الجديدة بطاعة لله سبحانه وتعالى فتكون بداية سعادة وهناءة وذريّة طيبة.
وعند الحديث عن صلاة ودعاء يوم الدخلة لا بد أن نميّز بين السنة المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما توارد عن صحابته وما استحسنه العلماء من بعدهم.
هل صلاة ودعاء يوم الدخلة من السنّة النبوية؟
أمّا صلاة ركعتين قبل الدخول بالزوجة كما يشتهر الأن فليس من سنّة النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ لم يرد فيه حديث أو خبر أو حثّ على الفعل من النبي، وإنما ورد هذا الفعل عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم.
فعن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال : تزوجت وأنا مملوك، فدعوت نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ابن مسعود وأبو ذر وحذيفة. قال : …. وعلموني ، فقالوا : (إذا أدخل عليك أهلك فصل عليك ركعتين، ثم سل الله تعالى من خير ما دخل عليك، وتعوذ به من شره ، ثم شأنك وشأن أهلك) رواه ابن أبي شيبة في “المصنف” (3/401)، وعبد الرزاق في “المصنف” (6/191) ، وقال الشيخ الألباني رحمه الله : “وسنده صحيح إلى أبي سعيد.
وقد ورد نسبة أمر صلاة ليلة الدخلة إلى الصحابي الجليل حبر الأمة (عبد الله بن مسعود) في مواضع أخرى منها: عن شقيق قال : جاء رجل إلى عبد الله [يعني : ابن مسعود] يقال له أبو جرير فقال : إني تزوجت جارية شابة وإني أخاف أن تفركني (أي : تبغضني) .
قال : فقال عبد الله : إن الإلف من الله ، والفرك من الشيطان ، يريد أن يكره إليكم ما أحل الله لكم ، فإذا أتتك فمرها أن تصلي وراءك ركعتين . رواه ابن أبي شيبة في “المصنف” (3/402) وعبد الرزاق في “المصنف” (6/191) ، والطبراني في “المعجم الكبير” (9/204) .
وعلى هذا فإن حكم صلاة ركعتين عند الزواج فيه متسع× فإن اقتدى الزوجان بالسلف الصالح فهو خير لهما، وإن لم يفعلا فلا بأس عليهما.
أمّا فيما يخص دعاء ليلة الدخلة: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ) فهو مستحب سواء ارتبط بصلاة ركعتين أو لم يرتبط بهما.
كيفية صلاة ودعاء يوم الدخلة
صلاة ودعاء ليلة الدخلة كما ورد عن بعض السلف ركعتان يقرأ فيهما الزوج مما يجيد حفظه، ويجوز أن يصليهما منفردًا، أو أن يؤم زوجته، فإذا كانت الصلاة بالليل يسنّ له أن يجهر بالتلاوةـ وإلا أسر بها.
أما الدعاء ، فإنه يضع يده على مقدم رأسها ويقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ).
وليس هناك وقت معين للدعاء فإن شاء دعا قبل الصلاة أو بعدها.
دعاء النكاح
وبالإضافة إلى صلاة ودعاء يوم الدخلة هناك ما يعرف بدعاء النكاح، أو ذكر الجماع ويقصد به الحديث الذي رواه ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا ).
وفي رواية للبخاري (3283) ( لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ ) .
اقرأ أيضًا: هل هناك دعاء للزواج بشخص معين؟
ويفهم من هذا الحديث أن يخص الجماع المفضي إلى الإنجاب لا مجرد المداعبة بين الزوجين، وأن الغرض منه تحصين المولود من نزغ الشياطين سواء كان هذا النزغ بمعنى الاضلال أو الضرر المادي كأن يصيبه الصرع وغير ذلك.
قال ابن دقيق العيد رحمه الله :
” وقوله عليه السلام: “لم يضره الشيطان” يحتمل أن يؤخذ عامًا، يدخل تحته الضرر الديني، ويحتمل أن يؤخذ خاصا بالنسبة إلى الضرر البدني؛ بمعنى أن الشيطان لا يتخبطه، ولا يداخله بما يضر عقله أو بدنه ، وهذا أقرب.
ومن آداب النكاح الضرورية التي يجب أن يلتزم لها الزوجان مع صلاة ودعاء يوم الدخلة التستر وصون العورات عن أعين الإنس والجن بذكر الله عزوجل.
ففي الحديث عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (قَالَ سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ) – رواه الترمذي.