هطول الأمطار آية من آيات الله يحي بها الأرض الموات ويغرس بها الأمل في قلوب المحبطين واليائسين وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاء نزول المطر حتى يظل قلب المسلم معلقًا بربّه في كل وقت وحين.
العناوين الرئيسية
دعاء نزول المطر كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
نقلت كتب الصحاح من السنة عن السيدة عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ : ( اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا ) رواه البخاري.
وفي لفظ لأبي داود أنه كان يقول : ( اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا ) صححه الألباني، وكلا اللفظين في دعاء نزول المطر رجاء من الرسول صلى الله عليه وسلم أن تكون الأمطار سقي خير ينتفع بها الإنسان والحيوان والنبات، وألّا تكون عقابًا أو آية عذاب يهلك الله بها العصاة والمذنبين كما فعل بالأمم السابقة.
وكلمة (الصيب) الواردة في دعاء نزول المطر تعني ما سال من المطر وجرى ، وأصله من: صاب، يصوب؛ كما قال الله تعالى في سورة البقرة: { أو كصيبٍ من السماء }.
كما ورد أيضًا أن تقول: “رحمة ” لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا رأى المطر “رحمة” رواه مسلم.
ما يستحب فعله عند سقوط الأمطار
ولأن نزول المطر بشارة من الله عز وجل وعباده فإنه يستحب القيام بعدة أمور كان أولها دعاء نزول المطر كما ذكرنا، لكن يستحب أيضًا أن تدعي لنفسك وأهلك وأحبابك وبلادك بما شئت من خير ؛ فالدعاء وقت نزول المطر مستجاب كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: “ثنتان ما تردان : الدعاء عند النداء، وتحت المطر” صحيح الجامع .
ولما كان وقت نزول المطر وقت يغفل فيه كثير من الناس عن شكر الله وتنشغل قلوبهم بغير ذكر الله؛ عدّ بعض الصالحين هذا الوقت من أوقات الرخاء التي إذا تعرف فيها العبد على الله تعرف الله عليه في الشدة، فقد ورد في الحديث ” من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء” صحيح الجامع . وحديث ” تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة” رواه أحمد والترمذي.
عند نزول المطر
وقد كان من سنته صلى الله عليه وسلم بعد دعاء نزول المطر أن يكشف عن بعض جسده ليبتل من هذا الماء الطاهر المبارك ففي حديث أنس رضي الله تعالى عنه قال : ” أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر ، فقلنا : يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ قال : لأنه حديث عهد بربه تعالى ” . رواه مسلم .
ومعنى حديث عهد بربه أي بتكوين ربه إياه ، ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك به.
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن السماء مطرت فقال لغلامه : ” أخرج فراشي ورحلي يصيبه المطر . فقال أبو الجوزاء لابن عباس : لم تفعل هذا يرحمك الله ؟ قال : أما تقرأ كتاب الله (ونزلنا من السماء ماء مباركاً) فأحب أن تصيب البركة فراشي ورحلي ” . أخرجه البيهقي.
اقرأ أيضًا: دعاء لشفاء المرض من سنة النبي صلى الله عليه وسلم
وكان عثمان بن عفان يتمطر . قال ابن رجب : معنى التمطر: أن يقصد المستسقي أو غيره الوقوف في المطر يصيبه.
أمّا علي رضي الله عنه فكان إذا مطرت السماء خرج فإذا أصاب رأسه الماء مسح رأسه ووجهه وجسده ، وقال : “بركة نزلت من السماء لم تمسها يد ولا سقاء ” .
بعد نزول المطر
فإذا تجمع الماء في حوض أو قناة أو بئر استحب أن تتوضأ منه لما رُوي أنه جرى الوادي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “اخرجوا بنا إلى هذا الذي سماه الله طهوراً حتى نتوضأ منه ونحمد الله عليه.
إذا انتهى هطول الماء ووفقت إلى قول دعاء نزول المطر وعرضت له بعضًا من جسدك أو توضأت منه؛ فمن السنّة أن تقول ” مطرنا بفضل الله ورحمته “، وأن ينعقد قلبك أن هذا السحاب ما كان ليجري، ولا للسماء أن تمطر إلا بإذن الله ورحمته وحده، إخلاصًا وتوحيدًا له سبحانه.