السنة النبوية

أحاديث عن الاستقامة ومعناها وفضلها في الإسلام وتطبيقاتها العملية

ما ورد من أحاديث عن الاستقامة ليس كثيرًا في صحيح السيرة النبوية ومع ذلك فقد صنّف المحدثون حديث الاستقامة تحت باب (جامع أوصاف الإسلام) لما في الحديث من دلالات عظيمة.

وحديث الاستقامة من دلائل النبوة الشريفة التي حاز فيها النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم؛ فكان يعبر عن المعاني الكبيرة والدلالات الخطيرة في كلمات موجزة.

معنى الاستقامة في القرآن والسنة

المعنى اللغوي للاستقامة يأتي من مادة (ق، و، م) وتعني الاعتدال أو الحزم.

أمّا شرعًا استنادًا إلى ما جاء من أحاديث عن الاستقامة فتعني:

(سلوك الطريق المستقيم، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة و لا يسرة، و يشمل ذلك فعل الطاعات كلها الظاهرة و الباطنة و ترك المنهيات كلها كذلك) – ابن رجب.

ويعرفها ابن القيّم بأنها:

(كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين، و هي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق و الوفاء).

أحاديث عن الاستقامة

آيات عن الاستقامة

وقبل السنة النبوية أشار القرآن الكريم عدة مرات إلى الاستقامة؛ فجاءت مرة في صورة أمر إلهي فقال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾

[هود: 112].

و قوله تعالى : ﴿قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ]

( يونس).

و قوله تعالى : ﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ]

( الشورى : 15 ).

وجاءت مرة في معرض التبشير وذكر جزاء أهل الاستقامة، فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾

[فصلت: 30].

و قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ( الأحقاف :14).

وقوله سبحانه: ﴿فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ﴾ (فصلت : 6 ).

أحاديث عن الاستقامة

أحاديث عن الاستقامة

وما جاء من أحاديث عن الاستقامة رغم قلّة عدده مقارنة بما جاء في أبواب أخرى مثل الصبر  والنهي عن الظلم يعدّ من أصول الإيمان.

وأشهر ما جاء من أحاديث عن الاستقامة ما رواه سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الله الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ قُلْ لِي فِي الإِسْلاَمِ قَوْلاً، لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحدا بَعْدَكَ وَفِي حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ غَيْرَكَ قَالَ: «قُلْ آمَنْتُ بِالله ثُمَّ اسْتَقِمْ».

وقد أخرجه مسلم، في “كتاب الإيمان”، “باب جامع أوصاف الإسلام ” حديث (38)،

و انفرد به عن البخاري، و أخرجه الترمذي في “كتاب الزهد” “باب ما جاء في حفظ اللسان” حديث (2410)، و أخرجه ابن ماجه في “كتاب الفتن” “باب كف اللسان في الفتنة” حديث (3972).

ومن أحاديث الاستقامة قوله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقِ الله حيثما كنت، وأَتْبِعِ السيئة الحسنة تَمحُها، وخالِقِ الناسَ بخلق حسن).

أخرجه الإمام أحمد.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((قل: آمنت بالله، ثم استقم)).

أخرجه مسلم في صحيحه.

وقوله صلى الله عليه وسلّم: ((استقيموا ولن تُحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)).

أخرجة الإمام أحمد وابن ماجة.

وعن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا , واعتمروا، واستقيموا يستقم بكم)).

رواه البيهقي في شعب الإيمان.

أحاديث عن الاستقامة

فوائد مما جاء من أحاديث عن الاستقامة

  • الاستقامة على منهج الله وعدم الانحراف عنه أصل من اصول الإيمان
  • الاستقامة ليست فقط استقامة القلوب دون الجوارح ولكن استقامة القلوب والجوارح معًا
  • الاستقامة لا تعني العصمة من الوقوع في الذنب ولكن تعني الصبر على الطاعة والأوبة والتوبة عند الوقوع في الذنب.
السابق
أحاديث عن التوبة وهل يغلق باب التوبة أمام مرتكبي الكبائر؟
التالي
تفسير حلم الزواج في المنام لابن سيرين والنابلسي وكبار الأئمة

اترك تعليقاً