انطلقت دولة المرابطين من دعوة للإصلاح الإسلامى حيث قامت مجموعة من المواطنين بتشكيل حركو إسلامية أطلق عليها هذا الاسم وكان ذلك خلال القرن الخامس والسادس الهجرى
وقد استهدفت هذه الدولة تحقيق الإسلام الشامل بكافة الدول والشعوب ولهذا قامت بتسمية نفسها دولة الباط والإصلاح إذ كان هدفها فى المقام الأول تحقيق الإصلاح فى البلاد، وخلال موضوعنا نوضح لكم تعرف مفصل حول دولة المرابطين ومتى نشأت هذه الدولة وماهى حركتها التى قامت بها بين الدول منذ نشأتها وفى أى دولة ظهرت حركة المرابطين، تابعوا معنا..
ماهى دولة المرابطين
دولة المرابطين هى هركة إسلامية وإصلاحية شاملة ظهرت فى بلاد المغرب وانطلقت منها إلى الجزائر وبلاد الأندلس وكان ذلك عام 1147م، ويرجع أصل المرابطين إلى انهم سلالة بربرية أمازيغية تولت حكم بلاد المغرب فى فترة معينة حيث قامت بحملاتها الجهادية التى بدأتها من المغرب وامتدت لباقى البلاد الأخرى لتصر على الرباط بعد كل حملة والدخول فى الإسلام
كيف نشأت دولة المرابطين
داخل بلاد المغرب وخاصة فى القرنين الخامس والسادس الهجرى ظهرت دعوية إصلاحية إسلامية اعتمدت في بدايتها على العصبية بعد التحام عدد من قبائلها الكبيرة، ثم لم تلبث فترة طويلة حتى تحول هذا الالتحام إلى سند شعبي لم يلبث بدوره أن تحول إلى تواجد عسكري أدى إلى ظهور قوة اقتصادية كبيرة تسمح بسيطرة هذه القبائل على الطرق التجارية والبضائع.
وقد كان أول تحرك لهذه الدعوة تجاه قبيلة جدالة حيث استطاعوا ضمها إليهم والدخول فى الإسلام ثم اتجهوا إلى باقى القبائل الأخرى تجاه الشمال حتى استطاعوا الحكم فى الطريق الجارى الذى يصل بين البلاد العربية والأندلس واستطاعوا توحيد بلاد المغرب وجعلوها إسلامية خالصة وقاموا بحكمها فترة زمنية محددة.
ويعد أمير المسلمين يوسف بن تاشفين من أبرز قادة هذه الحركة فقد استطاع تأسيس مراكش حتى أصبحت عاصمة المغرب فى ذلك الوقت وبعد أن خاض معركة الزلاقة ودخل الأندلس استطاع نشر الإسلام بها .
وخلال هذه المعركة زحف المماليك المسيحيين إلى خارج البلاد بعد أن استنجد ملوط الطائف به ليخلصهم من حكم المسيحيين ثم تولى بعده ابنه الأمير علي بن يوسف وقد استمر حكمه حوالى 37 عاما وتوالت انتصارات المرابطين خلال العشر سنوات الأخيرة من الحكم إلى أن قامت حركة الموحدية عام 541ه، والتى قضت بدورها على حركة المرابطين وذلك بعد قيام الثورات ضدها حيث شهدت فى أعوامها الأخيرة ركودا كبيرا أدى لإثارة غضب شعب المغرب ضدهم.
نظام الحكم فى دولة المرابطين
اعتمدت دولة المرابطين فى نظام حكمها لدى العديد من الشعوب على النظام الإداري الذى ينص على إمارة المسلمين وفق فقه الشورى حيث يتم اختيار الأمير ليكون القائد الأعلى ويخضع لحكمه باقى الولاة والأمراء والمدن الأخرى ومن مهام عمل الأمير أن يقوم باختيار أمراء المدن الأخرى ويخضعون لمواقبته من قبل نوابه ويضع لهم العقاب والثواب فإذا حدث خطأ فى أى ولاية يتم معاقبة اميرها بالعزل أو النقل لولاية أخرى.
ويجعل المير نواب له ينوبون عنه فى الحياة السياسية كما يشكل فريق كامل لينوب عنه فى الحوانب العسكرية وبإمكانهم اتخاذ قرار العزل نيابة عن الأمير أو القائد وم ضمن مهام القائد أنه يواجه الحروب الكبيرة وحركات التمرد بجانب نوابه ومعاونيه كما انه يمنح النائب صلاحيات واسعة وكبيرة تتمثل فى..
مراقبة أعمال الولاة حق التصرف في عزل وتعين من دونه من الولاة المحليين ومن يليهم من رجال السلطة والقضاة والعسكريين كما انه من سلطتهم القيام بتحركات عسكرية داخل مناطق نفوذهم المحددة لهم.
ونذكر من بين أولئك الذين تولوا منصب نائب الأمير في دولة المرابطين سير بن أبي بكر، وأبو عبد الله بن الحاج شيخ الأندلس ومفتيها وقاضي الجماعة وقتها وعلي بن يوسف بن تاشفين وتميم بن يوسف بن تاشفين ومحمد بن عائشة وعبد الله بن فاطمة ويحيى بن غانية ولي بلنسية ثم قرطبة وكان أغلب من يتولى نيابة الأندلس يستقر في غرناطة أو إشبيلية أو قرطبة ومن يتولى نيابة فاس يستقر فيها عندما يكون الأمير في مراكش تجنبا للازدواجية السلطة ويلقب بسلطان المغرب ويقوم بكافة مهام القائد سواء فى القرارات السياسية أو العسكرية.
دولة المرابطين اسطاعت نشر الإسلام فى العديد من بلاد الأندلس وكان لها فتوحات كبيرةفى ذلك الوقت ولكن الركود الذى أصاب بلاد المغرب بعد هذه الفتوحات أدى لضعف دولة المرابطين حتى أسقطتها حركة الموحدين الذين خلفوها فى الحكم.