السنة النبوية

أحاديث الفتن والملاحم وأحداث آخر الزمان كما جاءت في صحيح السيرة

أحاديث الفتن والملاحم هي مجموعة الأحاديث التي استشرف بها النبي صلى الله عليه وسلم المستقبل، فأخبر وهو الصادق المصدوق بأحداث جسام تحدث في آخر الزمان وتسبق قيام الساعة.

وتنتشر الكثير من أحاديث الفتن والملاحم على مواقع الإنترنت والمنتديات المختلفة لكن للأسف فإن بعضها لا يكون ضمن ما صححه العلماء ووثقوه من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

لذلك فهي قد تتضمن معلومات ونبوءات خاطئة لم يخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وإنما افتراها عليه بعض واضعي الحديث.

أحاديث الفتن والملاحم

مشروعية معرفة أحاديث الفتن والملاحم

تأتي مشروعية الإلمام بأحاديث الفتن وأحداث آخر الزمان من كونها عمل أقره النبي صلى الله عليه وسلم ففي حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.

ومن هنا فإن الحكمة من معرفة هذا الباب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم معرفة أبواب الشر لتجنبها، والوقوف على الأحكام الشرعية بالتصرف عند وقوعها.

 

أحاديث تبشر بانتشار الإسلام

أحاديث الفتن ليست كلّها عن الشرّ المحض الذي سيصيب العالم نتيجة انحطاطه وبعده عن شرع الله عزوجل في آخر الزمان ولكن بعضها يحمل مبشرات سارة لأمة التوحيد.

ومنها حديث حماد عن أيوب عن أبى قلابة عن أبى أسماء عن ثوبان قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتى سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربى لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم

وإن ربى قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها – أو قال: من بين أقطارها – حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبى بعضهم بعضا».

ويستفاد من هذا الحديث أن الإسلام سينتشر بحول الله ليعمّ كلّ الأرض، وأن الأمة الإسلامية لن تهلك بجدب أو قحط عام، وأنها لن تفنى بمعاداة أهل الباطل لها ولكن مت يضعفها تناحرها الداخلي.

أحاديث الفتن والملاحم

أحاديث في فضل الشام واليمن

وقد خص النبي صلى الله عليه وسلّم بلاد الشام واليمن بالكثير من أحاديث الفتن موضحًا بركتهما وأن هذه الأرض ستكون ملجئ للمؤمنين في أحداث النهاية.

فعن ابن عمر قال : ذكر النبي صلى الله عليه و سلم ( اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا ). قالوا يا رسول الله وفي نجدنا؟ قال (اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا ) . قالوا يا رسول الله وفي نجدنا ؟ فأظنه قال في الثالثة (هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان).

وعن هشام بن عمار  قال: حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا ابن جابر حدثني زيد بن أرطاة قال سمعت جبير بن نفير: يحدث عن أبى الدرداء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام».

وكذلك حديث حيوة بن شريح الحضرمي قال: حدثنا بقية حدثني بحير عن خالد – يعنى ابن معدان – عن أبى قتيلة عن ابن حوالة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق ».

قال ابن حوالة خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك. فقال «عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبى إليها خيرته من عباده فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله».

وعن يحيى بن أبي كثير عن ابي قلابة عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ستخرج نار من حضرموت أو من نحو حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس قالوا يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال عليكم بالشام.

أحاديث الفتن والملاحم

نبوءات لم تكشف بعد

كما أنبئ النبي صلى الله عليه وسلم عن نبوءات لم تحدث بعد منها انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب.

فعن سليمان بن يسار عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال كنت واقفا مع أبى بن كعب فقال لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا. قلت أجل.

قال إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله قال فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ».

أحاديث الفتن والملاحم

أحاديث في علامات الساعة

ومما يصنف في أحاديث الفتن ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من علامات تسبق قيام الساعة ومنها حديث بو خيثمة زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبى عمر المكي – واللفظ لزهير – قال إسحاق:

أخبرنا وقال الآخران حدثنا سفيان بن عيينة عن فرات القزاز عن أبى الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال اطلع النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر فقال :

«ما تذاكرون». قالوا نذكر الساعة. قال «إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات ». فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وسلم- ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.

ومنها حديث أبي بكر بن أبى شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر عن أبى حيان عن أبى زرعة عن عبد الله بن عمرو قال حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

«إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا ».

وعن أبي هريرة يقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « والذى نفسى بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم -صلى الله عليه وسلم- حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ».

السابق
سيراميك حوائط مطبخ وحمام بأجمل الأشكال العصرية
التالي
أجمل ما في لبنان من مناطق سياحية

اترك تعليقاً