الصلاة في المسجد الأقصى مفضلة على غيرها من مساجد الأرض إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي لما جعله الله من مزايا وفضائل لهذه البقع الطاهرة التي كرّمت في القرآن الكريم وعلى لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
العناوين الرئيسية
فضل الصلاة في المسجد الأقصى
لم يستقر العلماء على رأي واحد في فضل الصلاة في المسجد الأقصى، وكم تضاعف الصلاة الواحدة مقارنة بغيرها من المساجد وذلك نتيجة تعدد الأحاديث الواردة في ذلك وتأرجح بعضها بين الصحة والضعف.
فمما ورد عن مضاعفة أجر الصلاة في المسجد الأقصى حديث ميمونة بنت سعد قالت: قلت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، قال: “أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه بألف صلاة في غيره…” (ابن ماجه 1407, الطبراني في الكبير 20578), قال العراقي: “وأصح طرق أحاديث الصلاة ببيت المقدس أنها بألف صلاة” (طرح التثريب 6/52).
وهناك حديث أخر يكشف أن الأجر يعادل 50 0صلاة فقط وقد رواه أبو الدرداء رضي الله عنه فقال: قال صلى الله عليه وسلم: “فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مئة ألف صلاة, وفي مسجدي ألف صلاة, وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة” (البزار 4142 وقال: إسناده حسن, وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 4/7: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات وفي بعضهم كلام وهو حديث حسن.
وعن الإمام ابن تيمية –رحمه الله – أنّه قال أن الصلاة في المسجد الأقصى تعدل خمسين صلاة أو خمسمائة.
وهكذا تتعدد الروايات والأحاديث التي تتفق جميعها في مضاعفة أجر صلاة المسلم في المسجد الأقصى المبارك لكنها تختلف في قيمة هذه المضاعفة ومن هذه الأحاديث ما رواه أبوذر رضى الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مِثْل شطن فرسه (الحبل) من الأرض حيث يَرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعًا” (الحاكم 8553 وصححه ووافقه الذهبي, الطبراني في الأوسط 6983, وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 4/7: رجاله رجال الصحيح).
وهذا هو الراجح في الصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة، فتكون الصلاة في المسجد الأقصى تعدل مائتين وخمسين صلاة.
حدود المسجد الأقصى
تبلغ مساحة المسجد الأقصى المبارك 144 ألف متر مربع (أي ما يعادل نحو سدس البلدة القديمة)، وتبلغ أطوال سوره: 491م من الغرب، و462م من الشرق، و310م من الشمال، و281م من الجنوب.
وعلى ذلك فإن أحكاك الصلاة في المسجد الأقصى المبارك تشمل كامل الساحة الشريفة التي تحويها أسواره وليس فقط بما يسمى اليوم المسجد القبلي أو مسجد الصخرة فجميع ما في داخل السور من المسجد الأقصى.
يقول مجير الدين الحنبلي: “إن المتعارف عند الناس أن الأقصى من جهة القبلة, الجامع المبني في صدر المسجد الذي فيه المنبر والمحراب الكبير, وحقيقة الحال أن الأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور.. فإن هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة,والمراد بالمسجد الأقصى جميع ما دار عليه السور” (الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل 2/24).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “فإن المسجد الأقصى اسم لجميع المسجد الذي بناه سليمان عليه السلام، وقد صار بعض الناس يسمي الأقصى المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مقدمه، والصلاة في هذا المصلى الذى بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة في سائر المسجد” (الفتاوى 27/11).