دعاء للمريض بالشفاء من الأحاديث النبوية والمأثورات الصحيحة

تخصيص دعاء للمريض بالشفاء سنّة نبوية ثابتة حملتها إلينا كتب الأحاديث والسير الصحيحة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أدعية الرقية والعلاج ببعض آيات وسور القرآن مثل السبع المثاني وغيرها.

فضل الدعاء

وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بأنه (مخ العبادة) أي أصلها وحقيقتها؛ فالإنسان عندما يرفع كفيه بحاجته إلى السماء  يقر بقلبه عجزه واقتدار ربّه، وفقره وغنى سيده، وقلة حيلته أمام عظيم قدرة الله، وهذا هو جوهر الإيمان وحقيقته.

والابتلاء بالمرض أحد أكثر المواقف التي يجب أن يلجأ فيها الإنسان إلى الله بإظهار الافتقار والعجز، ويكرر فيها المحبون دعاء للمريض بالشفاء، فالمرض الساري في داخل المريض مأمور بأمر الله إن شاء أبقاه وإن شاء أزاله.

حتى أخبث الأمراض واشدها فتكًا تخضع لهيمنة الله عز وجل الذي من اسمائه الحسنى (المهيمن) أي المتحكم والمسيطر الذي لا يخرج عن ملكه، ولا يعجز قدرته خلقًا مهما عظم ما بالك بالميكروبات والجراثيم والخبائث.

ومن المبشرات أن ال دعاء للمريض بالشفاء قد يكون سببًا في تغيير قدره، فيقول العلماء أن القدر نوعان: قدر محتوم، وقدر معلق؛ القدر المحتوم مثل الموت مقدور على كل الخلق لا فرار منه، أمّا القدر المعلق مثل زيادة العمر، الشفاء من المرض، سعة الرزق وهذه أمور معلقة بغيرها، قد يغيرها الله عزوجل كما يقول في كتابه الكريم: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) [الرعد:39].

وقد وضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء من أسباب تغيير القدر  كما في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها. وفي لفظ: بالذنب يصيبه.

وقد علق الإمام الغزالي على الحديث بقوله: فإن قيل: ما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من جملة القضاء رد البلاء بالدعاء، فإن الدعاء سبب رد البلاء، ووجود الرحمة، كما أن البذر سبب لخروج النبات من الأرض، وكما أن الترس يدفع السهم، كذلك الدعاء يرد البلاء.

دعاء للمريض بالشفاء من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم

حملت إلينا كتب الأحاديث الصحاح عددًا مما يمكن وصفه بأنه ( دعاء للمريض بالشفاء ) أو رقى مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها:

• روى أبو داود من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اشتكى منكم شيئًا واشتكاه أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك وأمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض واغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين. أنزل رحمة من عندك وشفاء من شفائك على هذا الوجع. فيبرأ بإذن الله).
• عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فقال ك يا محمد أتشتكي؟ فقلت نعم. قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس وعين حاسد، بسم الله أرقيك والله يشفيك) رواه مسلم والترمذي ثم جمع يديه ينفث فيهما قل هو الله أحد والمعوذات ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده (ثلاث مرات).
• عن عبد الرحمن بن أبي بكر أنه قال لأبيه: يا أبت إني أسمعك تدعو غداة: (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، اللهم إني أعوذ بكر من الكفر والفقر والهم. اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر. لا إله إلا أنت تعيدها حين تصبح ثلاثاً وحين تمسي. فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أسْتَنَّ بسنته رواه أبو داود.

دعاء للمريض بالشفاء من المأثورات الصحيحة 

• بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء. (ثلاث مرات)
• أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. (ثلاث مرات)
• حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. (سبع مرات)
• اللهمّ ربّ النّاس أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلّا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقماً
• أعوذ بكلمات الله التّامة، من كلّ شيطانٍ وهامّةٍ، ومن كلّ عينٍ لامّةٍ