فتوحات وغزوات

أسباب غزوة خيبر  وأحداث الغزوة والدروس المستفادة للأمة الإسلامية

جاءت أسباب غزوة خيبر نتيجة طبيعية لما سبقها من أحداث منذ تحزب اليهود وكفار قريش وبعض القبائل ضد المسلمين فيما عرف بغزوة الأحزاب.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد شرع في تأمين المدينة المنورة بإقامة التحالفات والمعاهدات التي تضمن عدم اتحاد القبائل ضد المسلمين مرة أخرى، ولعلّ أهم هذه المعاهدات كان صلح الحديبية الذي أبرم مع الطرف الأقوى في الحرب ضد المسلمين منذ بداية الدعوة وهي قريش.

بتوقيع قريش على اتفاقية صلح الحديبية رغم شروطها المجحفة للمسلمين نجح النبي صلى الله عليه وسلم في تحييدها للالتفات إلى بقية الأعداء.

أسباب غزوة خيبر

كان يهود خيبر أحد الأجنحة الثلاثة التي هاجمت المدينة المنورة في غزوة الأحزاب، وحاصرت المسلمين قبل أن يمنّ الله عليهم بالنصر.

ليس هذا فحسب بل كانت خيبر التي تقع شمال المدينة المنورة على بعد 80 ميلًا تقريبًا بؤرة يتجمع فيها أعداء الإسلام، والمتآمرون ضد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلف حصونها العالية تكاد المؤامرات وتحاك الدسائس ضد المسلمين.

لذلك كان من أسباب غزوة خيبر تجفيف هذه البؤرة التي قامت في السابق بعدة أمور عدائية ضد الدولة الإسلامية في المدينة مثل تأليب يهود بني قريظة، وإغرائهم بنقض الاتفاقيات التي بينهم وبين المسلمين، وتواصلوا مع المنافقين في المدينة لإضعاف الجبهة الداخلية للمجتمع الإسلامي، كما شاركوا مع قبائل نجد وغطفان وقريش في الهجوم العسكري ضد المدينة في غزوة الأحزاب.

إذًا جاءت أسباب غزوة خيبر في المقام الأول كأسباب دفاعية وتأمينية لجأت إليها القيادة المسلمة لوقف تنفيذ عمليات معادية ضد دولتهم من يهود خيبر، ووقف عمليات الاستنزاف التي يورطهم أهل خيبر فيها بتحريش القبائل وتأليب الأعراب.

إقرأ أيضا: أول غزوة للنبي صلى الله عليه وسلم 

أحداث غزوة خيبر

جاءت البشارة بفتح خيبر في القرآن الكريم بعد صلح الحديبية في قوله تعالى ﴿ وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ ﴾ [الفتح: 20]؛قال المفسرون يعني: صلح الحديبية، وبالمغانم الكثيرة “خيبر”.

وقد ذكرت كتب السير  مثل ابن إسحاق: “أقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالمدينة حين رجع من الحديبية ذا الحجة وبعض المحرم، ثم خرج في بقية المحرم إلى “خيبر”.

وبهذا يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد سار إليهم في المحرم من السنة السابعة للهجرة ومعه الذين كانوا في صلح الحديبية، وشهد بيعة الرضوان أو من يلقبون بأصحاب الشجرة، وهم ألف وأربعمائة.

خيانة المنافقين

كانت الخيانة من أسباب غزوة خيبر ولم تتوقف حتى أثناء المعركة، فلم ينقطع الاتصال بين المنافقين في الداخل بقيادة عبدالله بن أُبَي وبين زعماء خيبر فأرسل إليهم عبد الله: إن محمدًا قصد قصدكم، وتوجَّه إليكم، فخذوا حِذْركم، ولا تخافوا منه؛ فإن عددكم وعدتكم كثيرة، وقوم محمد شرذمة قليلون عزَّل، لا سلاح معهم إلا قليل.

فلما وصلت الرسالة إلى رؤوس اليهود المتحصنين في خيبر ارسلوا إلى حلفائهم من قبائل العرب مثل ’ غطفان‘ يطلبون نصرتهم في مقابل نصف ثمار  خيبر.

أسباب غزوة خيبر

أحداث الغزوة

عسكر النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه قريبًا من حصون خيبر، فلما أصبح صلى الفجر، وسار جيش المسلمين في نفس الوقت الذي بدأ فيه اليهود الخروج من حصونهم للرعي والزراعة فلما رأوا الجيش قالوا: محمد، والله، محمد والخَمِيس، ثم رجعوا هاربين إلى مدينتهم، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((الله أكبر، خَرِبت “خيبر”، الله أكبر، خربت “خيبر”، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحُ المنذَرين)).

حاصر النبي صلى الله عليه وسلم حصون خيبر الثمانية ووقع قتال في بعض الحصون، وفتحت أخرى بالاستسلام لجيش المسلمين، ثم حدث التفاوض على خروج اليهود بأموالهم وتسليم الحصون للمسلمين، بينما بقي المزارعون وأصحاب الحرف من غير المقاتلين، وقد وافقهم الرسول صلى الله عليه وسلم طمعاً في إسلامهم فقال لعلي رضي اللّه عنه ” فو اللّه لأن يهدي اللّه بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النّعم ” وتمّ إخراجهم منها في عهد عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.

الدروس المستفادة من غزوة خيبر

يمكن التعرف على الدروس المستفادة من أسباب غزوة خيبر نفسها ومنها:

  • حرص النبي صلى الله عليه وسلم بتفتيت جبهة الأعداء بعقد اتفاقيات مع بعضهم وحرب البعض الآخر
  • أهمية ترتيب الأولويات في حياة المسلم والأمة إذ بدأ النبي بصلح الحديبية مع قريش قبل أن يشرع في قتال يهود خيبر
  • دعوة الإسلام دعوة لإخراج الناس من الكفر إلى الإيمان لذلك وافق النبي على بقاء غير المقاتلين من اليهود في خيبر رغبة في إسلامهم.
السابق
فوائد الفول الاخضر للحماية من السرطان وخفض معدل الكوليسترول
التالي
رجيم شوربة الملفوف لإنقاص الوزن سريعًا

اترك تعليقاً