ما جاء من أحاديث عن الظلم في سيرة النبي صلى الله عليه وسلك يكشف عن تغليظ العقوبة في الدينا والآخرة لهؤلاء الظالمين الذي يستغلون ما منحهم الله من أسباب القوة والنفوذ لقهر عباده.
وقد تبين فيما ورد من أحاديث عن الظلم وعيد الله الشديد للظالمين، وقبل ذلك توعدهم الله عزوجل في كتابه الكريم فقال: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ(42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)﴾ (إبراهيم).
وقضية الظلم قد تكون من إنسان لإنسان، أو من إنسان لمجموعة، أو من مجموعة لأخرى وقد تكون من الإنسان للطير أو الحيوان وفي كلٍ يبقى رفض شريعة الإسلام لهذا السلوك المضطرب.
العناوين الرئيسية
أنواع الظلم
باستعراض ما بين أيدينا من أحاديث عن الظلم نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوضح لنا أن هناك ثلاثة أنواع منها:
- ظلم لا يغفره الله
- ظلم يغفره الله
- ظلم لا يتركه الله
وذلك وفقًا لما جاء في الحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره، وظلم لا يتركه فأما الظلم الذي لا يغفره الله: فالشرك, قال الله: {إن الشرك لظلم عظيم}، وأما الظلم الذي يغفره: فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم – عز وجل – وأما الظلم الذي لا يتركه: فظلم العباد بعضهم بعضا, حتى [يقص] بعضهم من بعض “.
أحاديث تحذر من الظلم
ولمّا كان الظلم ذنبًا عظيمًا يجنيه الإنسان في حق نفسه ومن حوله لم يتركنا النبي صلى الله عليه وسلم دون تحذير وتذكير فعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (أيها الناس اتقوا الظلم, فإن الظلم ظلمات يوم القيامة).
و عن ابن عباس – رضي الله عنهما – (أن النبي – صلى الله عليه وسلم – بعث معاذًا – رضي الله عنه – إلى اليمن فقال: اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب).
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة).
وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (اتقوا دعوة المظلوم وإن كانت من كافر , فإنه ليس لها حجاب دون الله).
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا, ففجوره على نفسه).
أحاديث عن الظلم وعاقبته
أمّا عاقبة الظلم فقد حازت على النصيب الأكبر من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلمًا وذلك تبيانًا للعقوبة، وتخويفًا منها، وردعًا لكل من تسوّل له نفسه أن يطغى على عباد الله.
فعن أبي بكرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (اثنتان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين).
و عن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي, والعقوق).
وعن أبي بكرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا, مع ما يدخر له في الآخرة, من البغي, وقطيعة الرحم والخيانة, والكذب وفي رواية: (كل ذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا البغي وعقوق الوالدين, أو قطيعة الرحم، يعجل لصاحبها في الدنيا قبل الموت).
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (ليس شيء أطيع الله فيه أعجل ثوابا من صلة الرحم، وليس شيء أعجل عقابا من البغي , وقطيعة الرحم.
وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة, إن أخذه أليم شديد}.